إذا سألت معظم رجال الأعمال عن خمسة أسباب جعلتهم يشتغلون بالأعمال الحرة فقد يأتي كسب المال كأحد أول هذة الأسباب. لكن يشذ عن هذة القاعدة جون رويز ذلك لأنه حين ترك وظيفته بالبنك ليعمل في مجال صناعة النوافذ كانت أمامه أربعة أهداف و لم يكن المال منها. يقول جون " أردت شيئاً واحداً و هو المشاركة بإيماني ثانياً أردت أن أوظف هؤلاء الذين يحتاجون الى فرصة آخرى في حياتهم أمثال هؤلاء الذين قضوا فترة عقوبة في السجون أو مدمني المخدرات، ثالثاً أردت أن أطرح قضايا اجتماعية ليراها الجميع." في الحقيقة كان هدف جون الأساسي هو العمل يوماً واحداً في الأسبوع و بقية الأسبوع يقضيه في المساهمة في الخدمات المسيحية. من وجهة نظر جون كان المال مهماً لأن بدونه لن يستطيع تحقيق أهدافه.
يتذكر جون أحد الوعاظ الذي قال " فلتربح مالآً كثيراً قدر ما تستطيع و لتدخر منه قدر ما تستطيع و ذلك حتى تعطي منه قدر ما تستطيع."
ها هي القصة
تربى جون في بيت مسيحي و قرر و هو يدرس في الجامعة أن يكون مسيحياً. فكان يذهب الى الكنيسة و يطيع والديه. لكن حين تقابل مع زوجته سوزان أوضحت له بأنه ليس كافياً أن يعيش الإنسان حياة الإيمان هكذا و أنه إذا أراد أحد أن يكون حقاً مسيحياً فيجب أن يولد ثانيتاُ و من جديد. تعجب جون من أقوال سوزان و سألها " بماذا تقصدين أن أولد من جديد؟" أوضحت سوزان له الآيات من الكتاب المقدس و التي تتكلم عن الولادة الجديدة. تعجب جون حين قرأ الآيات و قبل حقيقة أنه لم يكن الشخص الذي كان يظنه و إكتشف أن الحل الوحيد هو طلب المغفرة من يسوع ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقته الحقيقية بيسوع المسيح. أدرك جون بأنه ليس كافياً أن تحيا حياتك لنفسك بل إذا أردت أن تكون تابعاً حقيقياً للمسيح فيجب أن تكرس حياتك لخدمة الآخرين.
علامة من الله
كان إيمان جون ينمو على مدار السنين و تخرج من الجامعة و بدأ عملاً بأحد البنوك. لكن كان العمل الحر يجري في دمائه لذا فبجانب عمله في البنك كان يدير بعض الأعمال الحرة. لكن لم يكفيه ذلك و أراد أن يمتلك شركة خاصة. وجد جون فرصته الذهبية في مجال لم يكن يعلم عنه شيئاً و هو صناعة النوافذ. و لكن يتطلب الأمر قرضاً كبيراً يقدر بالملايين. لذا وضع قرض البنك كعلامة من الله للمضي قدماً في هذا المجال. أي أنه إذا وافق البنك إقراضه المال فسيعني ذلك موافقة الله أيضاً. و بالفعل وافق أحد البنوك على القرض بعد محاولات عديدة مع بنوك متعددة و كانت هذة علامة من الله ببدء العمل.
تحقيق أهدافه
واجه جون صعوبة في العام الأول و لكن بعد أن تعلم كيف يدير العمل استطاع أن يجعل شركته تنجح في مجالها. و بنجاحه المادي إستطاع جون أن يحقق أهدافه التي كان قد حددها لنفسه في البداية. و بالفعل توظف اليوم الشركة و بصورة منتظمة هؤلاء متحدي الإعاقة و هؤلاء الذين أمضوا فترة عقوبة بالسجون و كذلك أشخاص تخلصوا من مشكلة إدمان المخدرات و الكحول و أصبحوا أفراد منتجين. يقول جون " رأيت البعض منهم ينهار و يتوقف و لكنني رأيت أيضاً قصص نجاح عظيمة." تعريف جون للنجاح بسيط للغاية " أقيس النجاح بعمل مقارنة بين ما قمت به و بين ما في إستطاعتي أن أقوم به. قد تكون تملك الملايين من الدولارات لكن كل هذا لا يهم فالمهم هو ماذا فعلت على هذة الأرض بالفرص التي أتيحت لك." هل يعتبر جون نفسه ناجحاً بهذة الشروط؟ يجيب جون " لا أعلم و لكن ربما يجب على أن أنتظر اليوم الذي أصل فيه الى السماء لأسمع هذة الكلمات من الله " حسناً فعلت يا خادمي المخلص." "
كيف تقيس النجاح؟