وحــيــــاة زامــــــــــورا .. لـتـفــرحـــونـــــــا

صمت تام يخيم على عقل وفكر جموع مشجعي الكرة المصرية الآن بفئتيها الأبيض والأحمر، صمت وهدوء يسبق العاصفة.. ساعات قليلة وتبدأ مباراة «تكسير العظام» الأفريقية، في مشهد نتمناه مفرح إن شاء الرحمن لمشجعي البلانكو المصري.. الماتدور الأبيض، وجنائزي ومحزن ومخزي لمشجعي "الثيران" الحمر.

لن أتوجه بحديثي الآن للمسئولين بالنادي، فلقد جفت الأقلام وطويت الصحف.. وسويعات قليلة ونذهب جميعاً إلى ستاد القاهرة الدولي، ستاد النار.. لمؤازرة فريقنا بقوة وحماس حتى آخر دقيقة.

وأوجه حديثي في البداية إلى اللاعبون، لاعبو الزمالك.. أبطال مصر المتوجين على عرش الكرة المصرية حتى الآن بعد الفوز ببطولة كأس مصر في نسختها الأخيرة، البطولة الأم والأعرق في تاريخ مصر.

جماهير الزمالك تنتظر منكم الكثير والكثير.. فإسم نادي الزمالك هو الأغلى والأعظم والأعرق في أدغال القارة السمراء وواجبكم الحفاظ عليه.. ولما لا والزمالك هو الملك المتوج على عرش وزعامة الكرة الأفريقية وأكثر نادي حاصل على بطولات قارية ودولية طوال القرن العشرين.

في مباراة اليوم أنتم لا تدافعون عن الثلاث النقاط، ولا عن أسمائكم ولا عن نجوميتكم ولا عن أماكنم في الفريق.. أنتم تلعبون اليوم من أجل كرامة الشعب الزملكاوي واسم وكيان نادي الزمالك العظيم، وتاريخه الأفريقي المشرف والعريق.

تخيلت الأسطورة العظمى الخالدة، الحاضر الغائب.. محمد حسن حلمي "زامورا" يحضر إلى ستاد القاهرة اليوم ويجلس في المدرجات الأمامية قريباً من الملعب، ليشاهد أبناء أبنائه وهم يحافظون على الأمجاد البيضاء والكيان الزملكاوي الذي بناه والاسم العريق الذي شيده على أكتافه.. فهو مؤسس العصر الزملكاوي الحديث وصانع النهضة البيضاء.

رجل قدم كل ما هو غالي ونفيس من أجل نادي الزمالك.. كان ينقل مع العمال مواد البناء وحمل الحجارة على أكتافه لبناء المقر الجديد "الحالي" لنادي الزمالك بميت عقبة، رجل لم تستهويه الشهرة ولا المال ولا الوجاهة الإجتماعية، بقدر ما استهواه حب وعشق نادي الزمالك العظيم، وكان أول لاعب كرة قدم يترأس مجلس إدارة نادي الزمالك.. ورغم طول مدة عمله في الزمالك كعضو لجنة كرة ثم سكرتير عام ثم مديراً ووكيلاً للنادي قبل أن يكون رئيساً إلا انه لم يتقاضى أية مبالغ مالية من النادي.

أتمنى من كل لاعبي الزمالك ان يضعوا صورة زامورا في مخيلتهم اليوم، ويتخيلوا انه يجلس قريباً منهم في ستاد القاهرة، يتخيلوا أن رجل بكل هذا الشموخ والعظمة والمكانة كان يساعد في أعمال بناء النادي مع العمال.. وذلك لا يقلل من شأنه، فكل زملكاوي يتمنى ان يمر فقط مجرد مرور بجوار سور نادي الزمالك، فتخيل انك تشارك في بناء هذا السور نفسه.

تخيلوا ان زامورا يحدثكم، ويطلب منكم الحفاظ على تاريخ وكيان هذا النادي العظيم، الذي يُلقب "بأبو البطولات وسيدها".. فالزمالك هو أول نادي مصري وعربي وأفريقي يحصل على بطولة في كرة القدم، وهى بطولة كأس السلطان حسين عام 1921 وتبعها ببطولة كأس مصر عام 1922 ليكون هو أول نادي في القارة قاطبة وفي مصر والعالم العربي يحصل على بطولتين رسميتين لكرة القدم.

استرجعوا تاريخ هذا الرجل العظيم، وكونوا على ثقة بأنكم ستشعرون بالحماس والحب الجارف تجاه الزمالك من خلال مجهود زامورا العظيم في النادي، هرم مصر الرابع، وحياة زامورا.. لتفرحونا.

وأتوجه بحديثي الثاني إلى جمهور الزمالك العظيم.. جماهير الزمالك التي لا تنتظر من أحد أن يقول لها ماذا تفعل تجاه ناديها، "زمالك فانز" دائماً على قدر المسئولية تجاه ناديهم، فهو محبوبهم ومعشوقهم الأول والأخير والوحيد، من أجله نترك أي شئ وكل شئ لمساندته والوقوف بجواره في السراء والضراء.

جمهور الزمالك الذي حضر بكثافة في مباراة نهائي كأس مصر الأخيرة وكان له مفعول السحر في الفوز بالبطولة وقدم أجمل اللوحات الفنية في المدرجات، يستطيع اليوم أن يقف بجوار ناديه وبقوة ويساهم في تحقيق الفوز بمباراة الدربي الأفريقي، ليستكمل المسيرة المشرفة والعظيمة.. التي اختصرها في رسالته للاعبي البلانكو في أربع كلمات "خلفكم من 1911 ومعكم للأبد".

ويجب على جمهور الزمالك أن يحضر مباراة القمة الأفريقية اليوم وبكثافة كبيرة ويملأ كل المدرجات المخصصة له.. رغم علمي بمدى الصعوبات والعراقيل التي أختلقها النادي المنافس في طريقة توزيع تذاكر المباراة، ولكن بالطبع هناك مباراة قادمة سينظمها نادي الزمالك وستكون المعاملة بالمثل وربما أصعب.!

جماهير الزمالك العظيمة.. أنتم عظماء بحبكم وتشجيعكم لنادي العظماء نادي الزمالك.. النادي الملكي المصري، فكونوا اليوم على مستوى الحدث وشجعوا وآزروا فريقكم منذ وقت نزوله إلى أرض الملعب لإجراء عمليات الإحماء وحتى آخر دقيقة من عمر المباراة، ونحتفل جميعاً بعد المباراة إن شاء الله بالفوز.

لا تنجرفوا وراء المهاترات الحمراء الصبيانية، لأن اتحاد "فهمي" يضع عقوبات مفصله على هواه، ولما لا وهم "ترزية" لقب الأرن الأحمر.!

آزروا الزمالك ولاعبيه والجهاز الفني طوال وقت المباراة، حتى لا قدر الله إذا دخل في مرمانا هدف.. فالمباراة 90 دقيقة ونستطيع التعويض والتقدم إن شاء الله، كونوا على قدر المسئولية كما هو عهدكم مع ناديكم دائماً، والفوز سيكون حليفنا إن شاء المولى عز وجل.

عـلـى الـســريــــع:

* تصوري للتشكيل "المتاح" للزمالك في هذه المباراة: عبد الواحد السيد، محمد عبد الله، أحمد مجدي، محمود فتح الله، وسام العابدي، أسامه حسن، أيمن عبد العزيز، محمد أبو العلا، جمال حمزه، مصطفى جعفر، شريف أشرف.

مع بقاء النجمين هاني سعيد وجونيور أجوجو على مقاعد البدلاء حتى يحتاجهم الفريق لأنهم لم ينسجموا بعد مع باقي اللاعبين "وحتى لا يتم حرقهم مبكراً"، وسيكون حتماً لأجوجو دور هام في شوط المباراة الثاني.

* الجهاز الفني: أرى أن الألماني راينر هولمان قد فرض كلمته من اليوم الأول، بجديته وحزمه وهو شئ مهم كنا نفتقده منذ رحيل المدرب الفرنسي هنري ميشيل.. والثعلب الألماني يتحرك وفق الواقع والمنطق والعقل ولا يسير خلف أهواء أو عواطف، فرأى ان عمرو زكي لم ينتظم في معسكر الفريق قبل المباراة بفترة كافية فقرر عدم مشاركته في المباراة لعدم جاهزيته وأيضاً لانه لن يستمر مع الفريق في المباريات القادمة.. رغم كونه مهاجم خطير ومؤثر.

أيضاً وبنسبة كبيرة لن يشرك هاني سعيد منذ بداية المباراة، وهو الشئ الذي يحسب له، فهو لا يريد أن يضع مجموعة أسماء في الملعب لمجرد نجوميتهم فقط.. ولكنه يرغب في وجود مجموعة من اللاعبين داخل الملعب متجانسين، وربما يجلس أجوجو على مقاعد البدلاء للشعور ببعض الإجهاد، وإذا فعل هولمان هذا فسيعطي المثل لجميع المدربين في عدم الدفع بلاعب "شبه" مصاب، حتى ولو كانت المباراة هامة.. لأنه يحتاجه في باقي المباريات طوال الموسم.

* وائل جمعه يغني لأجوجو: لو مكنتش انت تدلعني.. مين هيدلعني.!

* إذا كان هناك شيخ للمعلقين وشيخ للمحللين، فهناك أيضاً شيخاً للمتوقعين.. الصديق العزيز المهندس أيمن "teka_anas" والذي كان الزملكاوي الوحيد في العالم الذي توقع فوز الزمالك بالدوري ورسم السيناريو قبل أن يبدأ.. فوز إنبي على الأهلي وفوز الزمالك على الإسماعيلي ومن ثم فوز الزمالك بهذا الدوري التاريخي والاسطوري، وهو ما حدث فعلاً، ولقبناه جميعاً بعدها في ZamalekFans.com بالشيخ تيكا.

أكدلي اليوم أن الزمالك سيفوز 2/1 وأنا شخصياً مصدقه، وربنا يسمع منك يا شيخ تيكا.