رئيس المركز القومي
الشكوي من صعوبة امتحانات الثانوية العامة.. عادية
نحدد مواصفات الأسئلة ولسنا مسئولين عن وضع الورقة الامتحانية
أكد الدكتور نجيب خزام رئيس المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي ان الشكوي من صعوبة امتحانات الثانوية العامة ليست جديدة.
قال إن واضعي الامتحانات التزموا بمواصفات المركز القومي للامتحانات التي تم تحديدها وفقا لتوصيات مستشاري وخبراء المواد وحسب المنهج المقرر في كل مادة.
أوضح ان المركز ليس مسئولا عن وضع الامتحانات ولايشارك في وضعها وانما يضع مواصفات يسترشد بها واضعو الاسئلة.
اضاف ان التباين في مستوي الاسئلة ضروري لتتناسب مع اختلاف المستويات العقلية للطلاب ومن غير المعقول ان يوضع امتحان يجيب عنه جميع الممتحنين ويحصلون علي نفس الدرجة رغم التأكد من وجود اختلافات بين الطلاب مشيراً إلي ان الاسئلة التي يجيب عنها عدد قليل جداً من الطلاب وكذلك التي يجيب عنها جميع الطلاب هي اسئلة لا تصلح للامتحانات لانها لاتميز بين طالب وآخر!!
وتساءل: هل من المقبول ان نضع الامتحانات وفقا لرغبات الطلاب ونهمل المواصفات القياسية التي يطبقها العالم كله؟!
أكد ان المركز متمسك بالمواصفات القياسية التي يضعها لامتحانات الثانوية العامة وهي نفسها المواصفات التي تطبق في مختلف دول العالم.. مشيراً إلي ان هذه المواصفات حددت نسبة تتراوح مابين 10 و15% لاسئلة المستويات العقلية العليا "للطالب المتميز" وتبقي النسبة الأكبر لاسئلة تقيس التذكر والفهم والتطبيق بناء علي طبيعة كل مادة.
أوضح ان هناك لجنة خاصة لهذه المواصفات تقوم بتحليل محتوي كل منهج واهدافه وتحدد عدد الاسئلة التي تقيس كل مستوي من المستويات العقلية "والتذكر والفهم والتحليل وخلافه".
اضاف الدكتور نجيب خزام ان هذه المواصفات ليست سرية ويتم ابلاغها إلي جميع الجهات التعليمية ليكون كل مدرس علي علم بها ويقوم بتدريب الطلاب عليها.
اضاف أنه من غير المقبول تعديل نظم الامتحانات ومواصفاتها القياسية وفقا لأهواء الطلبة. ولكن يجب إحداث مجموعة من الخطوات منها تطوير المناهج لتواكب ما وصل إليه العلم في عصرنا وتطوير أداء المعلم لأنه عصب العملية التعليمية إلي جانب تطوير الإدارة التعليمية الجيدة وأن نعيد للمدرسة مكانتها في التعليم.
أكد ان تحقيق هذه المنظومة هو الذي سيمكننا من تنفيذ مواصفات امتحانية عالمية لا يشكو فيها الطلاب من صعوبة الامتحانات.
قال إذا أردنا أن نقيس مستوي الطالب جيداً فيجب ان يكون هناك سؤال تطبيقي يقيس قدرة الطالب علي تطبيق ما تعلمه من قواعد في مواقف جديدة ومختلفة. ولكن نظراً لأن الطالب ترك المدرسة ولجأ إلي مراكز الدروس الخصوصية فإن معلمي هذه المراكز لا يدربون الطلاب علي الامتحانات التي تتنوع فيها الاسئلة وفقا للمستويات العقلية المختلفة من تذكر وفهم وحفظ وتطبيق وإنما تقوم هذه المراكز فقط بتدريب الطلاب علي كيفية جمع الدرجات.
اوضح ان عدم شكوي طلاب الشعبة الأدبية من صعوبة الامتحانات سببه ان مناهجهم الدراسية تعتمد في أغلبها علي الحفظ والتركيز والفهم بينما طالب الشعبة العلمية ترتكز مواده علي الفهم والتطبيق واعمال العقل في كل خطوة من خطوات اجابة السؤال.
قال رئيس المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي انه يوجد حاليا نظرية احصائية حديثة للتصحيح تسمي "نظرية الاستجابة علي المفردة" تقوم علي تحليل مفردات كل سؤال ولا تعتمد طريقة التصحيح فيها علي ان الطالب أجاب إجابة صحيحة فقط. ولكن في ضوء عوامل خاصة أخري مثل طبيعة السؤال ومعيار الجماعة "متوسط الافراد الذين أجابوا عن سؤال" ولذلك فإن الدرجة فقط ليست المقياس السليم ولكن يجب تفسيرها في ضوء معايير اخري وهو ما نطبقه حاليا في المركز بما يعرف باسم "الاختبارات المقننة".
أوضح أن الاختبارات المقننة هي مجموعة من الاسئلة شاملة المنهج لإحدي المواد الدراسية ويتم من خلالها قياس مستويات معرفية متعددة كالتذكر والحفظ والفهم والتطبيق والتحليل والعمليات العقلية العليا. ثم يجري اختبار ميداني لهذه الاسئلة علي عينة من الطلاب تمثل مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية للطلاب ومن شتي أنواع المدارس في العديد من المحافظات.
قال إن نسب الطلاب التي تطبق عليها الاختبارات تصل إلي من 5 إلي 10 في المائة من نسبة الطلاب الذين يدرسون هذه المادة علي مستوي الجمهورية.
اضاف انه تم تطبيق هذا النوع من الاختبارات علي مادتي الكيمياء والاحياء للثانوية العامة. ويجري العمل في بقية المواد الدراسية حتي تنتهي جميع المواد. موضحاً أنه تم اختيار 15 ألف سؤال جري اختبارها علي الطلاب وبعد ذلك تم اجراء عملية فرز وتحليل هذه الأسئلة.
أكد ان الاختبارات المقننة التي ننفذها حاليا هي نتيجة "لبنوك الاسئلة" التي تعد عملية تفاعليه. مشيراً إلي ان اختبارات الثانوية العامة بوضعها الحالي هي اختبارات موحدة وليست اختبارات مقننة.
أكد الدكتور نجيب خزام ان المركز يقوم حاليا بعملية "تقويم الطالب عن بعد" وكذلك إعداد وتنفيذ اختبارات المعلمين في المرحلة الثانية من تطبيق الكادر.
وحول تجربة "تقويم الطالب عن بعد" اشار خزام إلي ان تلك التجربة تتم من خلال متابعة مستوي الطالب طوال العام الدراسي ليتمكن من تقويم نفسه ذاتيا وان يتدرب علي حل الاسئلة ذات المستويات العقلية العليا والتفكير الناقد. ويمكن لكل من الطالب وولي الأمر والمدرس ان يتعامل ويتفاعل مع النظام من خلال شبكة الإنترنت.
قال إن نظام تقويم الطالب عن بعد يهدف إلي مواجهة بعض مشاكل منظومة التعليم في مصر التي نتجت من الكثافة الفصلية العالية والنقص في إعداد المدرسين الاكفاء.
ويركز هذا النظام علي اتاحة فرص التعلم للطالب علي مدار 24 ساعة ومواجهة مشكلة الدروس الخصوصية وتدريب الطالب علي استخدام العمليات العقلية العليا من خلال الاسئلة التي يوفرها النظام إلي جانب مساعدة الطالب وولي الأمر علي عمليات التقويم الذاتي بما يساعد علي رفع مستوي الطالب.