أيها المسلمون،
ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تدخلون مساجدكم للصلاة فإذا أماكن الوضوء والطهارة أكثر قذارة من الشوارع المجاورة؟
ألا تخجلون عندما تتحدثون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتزداد مع الحديث كل الخطايا والذنوب والجرائم والسرقات وتهريب المخدرات والرذيلة المتخفية؟
ألا تخجلون وأنتم معادون للعقل، ومخاصمون للكتاب، ومتوجسون خشية من الحضارة والتقدم والآخر؟
ألا تخجلون وأي معتوه أو متخلف عقلي أو معاق ذهنيا يحكمكم بالحديد والنار، ويلتف حوله مسلمون مثله يذيقونكم سوء العذاب، وتطيعون بأخس وأحط مسكنة ومذلة سادتكم وكبراءكم ولو سرقوكم ونهبوكم وخطفوا اللقمة من أفواه أولادكم؟
كأنني أسمع ضحكات زعمائكم في قصورهم المعمورة بخيرات بلادكم وكل منهم يقسم بأن فضل استمراره سيدا عليكم يعود إلى أن الدين تستخدمونه كما يتعاطي المدمن مخدرات تغيّبه في عالم آخر.
أيها المسلمون،
انتفضوا، وتحرروا، واجتهدوا، وتسامحوا مع مخالفيكم، وآمنوا بأن قرآنكم المجيد يمكن أن يحرركم بمفرده دون حاجة لعبادة نصوص الأقدمين، فهو لكل الأزمان ولكل العقول ولكل الاجتهادات.
إنني غاضب عليكم لأن ما ظننت أنه عمل أكثر مشقة ووعورة واجهادا جعلتموه أنتم لي كأنه ( لعب عيال )، بل لم أعد أحتاج للوسوسة، فأنتم تعينونني وتحملون العبء عني.
ساعدوني لتكون مهمتي في التحدي على قدر نفخة الروح فيكم، فأنتم في صراع دائم، وكل منكم قاض وخصم وجلاد وسجان ضد أخيه إن اختلف معه أو بدا أنه فتح كوة صغيرة للاجتهاد، فتحملون عليه سيوفا مسلطة مدّعين أن الاقتراب من الدين له شروط لا تتوافر إلا في العلماء والفقهاء الدارسين لأصول الفقه والشريعة، أي تم اغلاق الدائرة عليهم، وما عليكم إلا السمع والطاعة.
أما لو اكتشفتم السر الالهي في أن الله أكبر، وأن الانسان مخلوق من حرية، وأن العقل سيد المخلوقات، فإن مهمتي ستصبح نحتا في الصخر، وربما أُعلن هزيمتي قبل يوم القيامة.